مهم: اذا لم تقرأ المقال السابق والذي يعطيك نبذة عن الموضوع الاساسي وهو الحقائق العلمية. ارجو ان تقرأها قبل ان تقرأ هذه المقالة التي قد تبدو لك عديمة الجدوى.

إقرأ المقال السابق من السلسلة

لنؤسس علمًا!

لنقم الان في تأسيس نظرية علمية جديدة حول ( زقزقة العصافير في وقت بزوغ الشمس ومغيبها )

هذه حقيقة، فجميع الطيور تبدأ بالزقزقة دون توقف في فترة الفجر حتى الصباح لتقل تدريجيًا اثناء النهار الى ان تبدأ مجددا بتلك الزقزقة في فترة الغروب. حتى ان تختفي في فترة الليل بطوله. 

وهي حقيقة لانك ان كنت تسكن جوانب المدن او المناطق الريفية او حتى المدينة المكتضة. ستسمع اصوات زقزقة العصافير . وهي تعتبر حقيقة لأن 

ملاحظةُ هذه المشاهدة التي تحدث وتتكرر دائما على مدار العام والتي تزيد في فصل الربيع والصيف. هي ما يجعلها حقيقة لأن من السهل ان تلقي بأذنك خارجًا لتسمع اصوات الزقزقة تلك ولكن ما السبب ؟؟

فنضع الان سلاسل فرضيات بصورة منطقية  تفسر هذه الظاهرة:

  1. عند الفجر. يفتتح العالم الخفي (عالم الموتى) على عالم الاحياء وذلك في تمام الساعة 3:34 فجرا. > وهذا ما يجعل الشياطين وغيرها من الكائنات الساكنة للظلام ان تلاحق الكائنات الحية ومن ضمنها تلك العصافير المسكينة > وصوت زقيقها العالي في تلك الاثناء والمختلف عن بقيته في النهار لانه مناشدة وطلب للمساعدة لانها تهلع هاربة من تلك الارواح والشياطين.
     
  2. توجد في اجسام العصافير مجسات حساسة للضوء (بدرجات معينة) وهي في حناجرها التي تعمل تلقائيا عندما يبدأ الضوء بالوصول الى عالمنا وتقل تدريجيا عندما تزداد حرارة واشعاع ضوء الشمس. فتكون الزقزقة عالية في الاوقات التي يوجد بها ضوء هافت. اما بالنسبة لصوت الزقزقة وقت الظهيرة (القليلة) فهي ليست سوى تلك العصافير القليلة التي تجلس الظل.
     
  3. تعتبر العصافير من الكائنات المتفاعلة والاجتماعية وهي بهذه الطريقة تتعارف على بعضها وتتزايد الزقزقة في فترات التزاوج التي يكون فيها التعارف في اوجه
     
  4. نادرا ما تكون هناك اصوات المحركات وزمامير السيارات واليات البناء والهدم والنقل وغيرها مما يقلل من الضوضاء والضجيج الذي يغطي في العادة على صوت العصافير 
     

جميع تلك الفرضيات قد تبدو منطقية علما ان اثنتان منهن صحيحات وقد كانتا واضحتان بالنسبة لك حتى وان كنت تقرأهن كمعلومات للمرة الاولى. 

نقد الفرضيات والتشكيك بهن

الفرضية الاولى: لا يمكن للعلم الدقيق قياس العوالم الخفية والغير مرئية. فقد يستطيع العلماء وخصوصا المختصين في علوم الاشعاع والموجات البحث مليا عن هذا البيت عن طريق مراقبة تغيرات في المجال المغناطيسي والذي يمكن ان يتغير في تلك الساعة. ولكن وان كان هذا الامر صحيحا (في الافلام السينمائية على الاقل) اليس من الافضل ان تتلبس تلك الارواح والشياطين كائنات حية اكثر هيمنة وسلطة بدلا من تتلبس عصافير صغيرة الحجم قد لا تتحمل اجسادها المطر وحر الصيف وقلة وفرة الماء ؟ كالانسان او الحيوانات الاخرى او الطيور الجارحة الكبيرة.

الفرضية الثانية: قد قام العلماء الاحياء مسبقا في تشريح معظم الطيور ولم يجدو اي اعضاء مثل هذه المجسات التي قد تتخيلها على انها مجسات الكترونية يتحكم بها معالج الكتروني ذكي قادر على تحديد شدة الضوء واصدار الاوامر. ( من الممكن ايضا ان يكون العلم لم يتوصل لهذه المعرفة مسبقا ) فهناك الكثير من الاعضاء التي لا تزال قيد الدراسة لان العلم الانساني على تطور. ولكن ثق بي. لم تكن هذه الفرضية سوى خيال مني. ولكن ان اعجبتك واردت اثباتها فعليك الالتحاق فورا في كلية او جامعة تدرس التشريح وعلم الاحياء وصيد عصفور وتشريحه والبحث عن هذه العضو العجيب واثبات عمله. بالتوفيق

الفرضية الثالثة: سيكون من السهل عليك ان تراقب "مجموعة" من الطيور المستقرة وترى بأم عينك انها كائنات تعيش في مجموعات لا بل انها تتفاعل فيما بينها عن طريق الشجار واللعب والاكل والطير فبالعادة تهاجر الطيور في اسراب هائلة. وهي انواع نادرة وقليلة التي تفضل ان تعيش وحيدة او ضمن اسر صغيرة لا تتجاوز الزوج والزوجة والابناء الى ان يكبرو فيرمى بهم ليؤسسو الحياة ويكملو دورة الحياة الطبيعية.

الفرضية الرابعة: لا سيما ان الفترة الماضية والتي اجبرنا الالتزام في منازلنا كانت خير دليل على الهدوء القاتل في معظم الاوقات هو الامر الطبيعي وان اصوات شوارعنا المزدحمة بالسيارات وغيرها من الاصوات التي لا نستطيع سماعها بشكل مباشر لكنها تملئ الفضاء مثل اصوات المصانع. تكوّن ضجيجًا يمكن لك ان تقرأ دراسات مثبته عن كيفية قياسه بصورة دقيقة وتراقبه لمدة لا تتجاوز الاسبوع (ان كنت لا تستطيع التفريق بين هدوء الفجر وضجيج الظهر) انصحك بأن تعيد جدولة يومك للنوم في ساعات مبكرة لتستيقظ بكامل طاقتك وقت الفجر وتستمتع في الهواء الغني بالاوكسجين الذي سيحسن من صحتك بالتأكيد وتسمع الهدوء الذي اتحدث عنه.


قد تنظر الى الموضوع بأنه موضوع بسيط وساذج ولا يحتاج الكثير من الجهد في الدراسات والمراقبات وغيرها لمعرفة السبب. ولكن بالطبع هذا الامر كان من الامور التي قد تمت دراستها من قبل علماء الاحياء والبيولوجيا والرصد البيئي. والذين بدورهم قد توصلو الى التحليلات الصحيحة لسبب الازدياد اصوات الزقزقة وقياس الضجيج والضوضاء في العديد من مدن وقرى العالم. يمكنك قرأة هذا المصدر 
لتتأكد 
 

هذه المقال تنتمي لسلسلة من المقالات، اقرأ: