“The world as we have created it is a process of our thinking. It cannot be changed without changing our thinking.”

Albert Einstein ― 

"العالم ليس الا نتيجة لما صنعناه من خلال أنماطنا الفكرية، ولا يمكن أن يتغير إلا بتغيير تفكيرنا."

~ألبرت أينشتاين - ترجمتي

نشهد اليوم صراعات عالمية وإنسانية على جميع الأصعدة تقريباً، ذائقات مادية ومشاكل صحية ووباء والكثير من التغييرات التي أودت بنا للتفكير بطريقة سلبية تخلو من أي أمل أو راحة، ولكن للأسف هذا النمط التفكيري ليس له أي نتيجة جيدة، لا بل يزيد الوضع سوءا على الأغلب .

إن كل ما نملكه من أفكار او تصرفات او معتقدات هي ما تشكل واقعنا!!

Time Lapse Photography of People Walking on Pedestrian Lane - by  Mike Chai - pexels

كيف؟؟؟ تبعا لنظريات ونتائج علمية على مر التاريخ اكتشف الفيزيائون والرياضيون وعلماء النفس والإجتماع بأن الواقع ليس الا نتيجة لما نفكره جميعنا كبشر،

في الفترة ما بين ال ١٨١٧ الى ال ١٩١٧ ابتدأ عالم الاجتماع الفرنسي دوركايم بنشر نظرية الوعي الجمعي " وهي عبارة عن المعتقدات والعواطف المشتركة بين أفراد مجتمع معين تشكل النسق المحدد لحياتهم".

ولكن ماذا لو غيرنا تلك المعتقدات والأفكار التي تشكل الواقع الحالي!  هل سيتغير الواقع؟

دعني أطرح لك مثال من الحياة اليومية عزيزي القارئ ولنفترض أنك استيقظت باكراً على صوت مكنسة الكهرباء، وتعثرت بحافة السرير فجرحت قدمك، ستكون الفكرة التلقائية التي تتراود الى ذهنك ( سيكون يوما سيئا بلا شك) فيكمل اليوم بأنه يوم سيء ، ومع كل حدث يؤكد لك اعتقادك بأنه يومسيء ستذكر هذه الجملة ( كان اليوم مبين من أوله) 

Photo Of Woman Wearing Orange Sweater - Photo by Wesley Carvalho from Pexels

 

ولكن لو كانت ردة فعلك عكس ذلك ببساطة ستحظى بيوم لطيف. والعقل يمكنه أن يكون جهاز تدمير ذاتي أو جهاز تطوير طويل الأمد, ولا سيما تتحكم نيتك بتحديد ما تواجهه في الواقع وفي الحديث عن النية ذكر الفيزيائي توم كامبابيل في كتابه ( My big toe) عن أهمية هذا الموضوع وقدرته الفيزيائية على التأثير في واقعنا الحالي ، وبارتباط الوعي في الواقع ارتباطا تاما، وبما أن الوعي يشبه شبكة كبيرة من المعتقدات والأفكار المشتركة تبعا لنظرية الوعي الجمعي فمن الواضح أن تغيير الأفكار والمعتقدات يؤثر تأثيرا جذريا على الواقع الذي نعيش فيه،،كمجتمعات إنسانية.

وذكر توم كامبابيل أن المنظومة التصديقية هي المسبب الأساسي لجميع أحكام الإنسان على الواقع، ولنفترض بأنك شخص يتذمر طوال الوقت و تؤمن تماما بأنك شخص منبوذ وليس لديك أصدقاء وتشعر بالوحدة والغرابة ستكون حياتك مليئة بالصعوبة والعقبات لتجعلك معتقداتك تصدق تماما بأنك ذاك الشخص الذي تعتقده،، لكن هذا غير صحيح ولا يمكن لأحد أن يغير هذه المنظومات التصديقية غيرك، ولا يعتبر هذا الموضوع جديدا على العلم حيث بنيت عليه نتائج لحالات نفسية مثل الـ (Placebo effect) الذي بدأ بدراستها الطبيب الشهير الذي يعتبر من رواد الطب في اميريكا (henry k. Beeches) والتي تتحدث عن أن العقل قادر على أن يؤثر تأثيرا كاملا على الجسم مما يزيد إحتمالية شفاء الحالة تماما او سوء حالتها، حسب ما تقتنع فيه ، بمعنى آخر لو آمنت تماما بأنك ستشفى لمجرد تناول دواء معين وكان الدواء مزيفا وما تناولته هو فقط قطعة من السكر، سيعمل جسدك على حسب المنظومة التصديقية التي تبنيتها وقد يشفى تماما. 

Woman Sitting Beside Window - Photo by Wesley Carvalho from Pexels

وهذا قد يقودنا لنتيجة قد تكون غير محببة لأغلبنا،، نحن من صنعنا هذه الدراما في الحياة ولسنا مسيرين، او ضحايا او عاجزين هي فقط أفكارنا وما نؤمن به،ولتغيير النتيجة يجب أن نمتلك وعيا إنتقائيا كما نريد وليس العكس . 

لأننا وباختيار منظومات تصديقية صحيحة او خالية من الخوف والأحكام والبرمجات المجتمعية سنكون غيرنا مسارات كثيرة لا نعرفها ،، تبعا لقانون أثر الفراشة الذي ينص على إمكانية صيرورة حدث عظيم بسبب حركة أولية قد تكون بسيطة جدا ( رفة جبناح فراشة في الصين ممكن أن تكون السبب بحدوث إعصار مدمر في أمريكا

 

فلنتخيل تغيير مسار الأحداث ليصبح واقعنا أقل شؤما 

 

إن كنت عزيزي القارئ تشعر بالاحباط، وتسيطر عليك مشاعر خيبة الامل او تعاني من الاكتئاب او اليأس او الحزن لأي سبب كان، كُن متأكداً بأنك أنت من سمحت لنفسك بهذا النمط التفكيري ويمكنك أن تجرب عكس نمط تفكيرك لتعرف بأن هذه المقالة المتواضعة ستكون أثرا جيدا في حياتك ،، وإن كنت تشعر باللاجدوى وعدم الانتماء لأي من هذه التراجيديا التي تحدث يوميا في العالم، اعرف جيدا بأنك يمكنك التغيير، بالبدء من نفسك أولا ثم سيلحقك البقية، لا تتردد من شيء اوتتكاسل ف كما قال علي بن أبي طالب
 

 دواؤك فيك وما تشعر وداؤك منك وما تبصر وتحسب انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر